Rûpela Nivîskar Bavê Ronî                                                                    صفحة المقالات الكاتب م.مجيد

 
 
   
 

 
 
 
 

Mistafa mecid.MecidNivîskarên Kurdaxê

 -Mistafa Mecîd-

 
 

 
  
  • Moustafa Koran


  • تداعيات إنتقال الثورة السورية من السلمية إلى العسكرة ؟

  • Be§a dudiyê

  • المحامي مصطفى مجيد


  • وفي خضمِ هذه الجلبة والمعمعة ... وإثر موجة الثورات العربية ضد الانظمة الديكتاتورية والنفعية الإستبدادية ، وبعد تراكمات من الظلم والقوانين الإسئثارية بالسلطة والتي لا تراعي أوضاع ومعيشة المواطنيين وفي ظل سنوات من القمع السياسي .. إنتفض الشعب السوري بوجه النظام ، وبدأت الثورة السورية باعتبارها ثورة شعبية، وسلمية، وعفوية، ليس وراءها حزب معيّن، ولا يحكمها برنامج محدّد، متمثّلة في ذلك تجارب ما سبقها من ثورات لاسيما في تونس ومصر واليمن وليبيا، إن بمظاهراتها وتجمّعاتها الحاشدة في شوارع العديد من المدن، أو في شعاراتها المتعلّقة بإسقاط النظام، وإقامة نظام ديمقراطي يتأسّس على دستور يضمن الحرية والكرامة والعدالة للسوريين جميعاً ، هذه المرحلة من الثورة السلمية لم تعمّر طويلاً، إذ أنها انتهت بعد ستة أشهر، وهي الفرصة التي كانت تبحث عنه النظام ، وهو تحويل مسار الثورة السلمية إلى إتجاه العسكرة والممواجهة العسكرية ، في خضم ذلك ، فالأمر الذي أدى إلى تحويل مسار الثورة السورية من السلمية إلى المواجهة العسكرية هي عدة أمور ؟ النظام، الذي بدا متأهّباً لهذه اللحظة، قام بالتعامل مع الثورة بطريقة عنيفة واستئصالية، مستفيداً من تجارب الأنظمة التي سقطت قبله، وهو ما ظهر في مواجهته الوحشية للمتظاهرين، بالرصاص الحي، ودعم بما يسمى عصابات الشبيحة، والاعتقالات العشوائية، وتحديدا باستخدام الجيش في قمع المتظاهرين في مدن درعا وحماه وحمص ودمشق. ، لاسيما بعد الانشقاقات في الجيش النظامي، التي أفرزت ظاهرة "الجيش الحر"، من رافضي أوامر إطلاق النار على المتظاهرين. وفي حينه أخذ هذا الجيش الجديد على عاتقه مهمة حماية المتظاهرين، والبيئات الشعبية الحاضنة للثورة، التي تطوّرت بعدها إلى حدّ شنّ هجمات على قواعد النظام الأمنية لإضعافها وتفكيكها ، هذه المهمة الخبيثة للنظام كانت مهمة سهلة عليها قياساً بعلاقة أجهزة النظام التاريخي بالمنظمات الاسلامية المتشددة كتنظيم القاعدة أولاً ومن خلال دفعها بشتى الوسائل للثورة السورية باتجاه العسكرة ومن خلال المجازر وتركيز عمليات وحشية يستهدف المناطق السنية في سوريا على وجه الخصوص كمجزرة الحولة وبانياس وساعدتها الاصطفافات الاقليمية في دول الجوار، وإضافة إلى قابلية المجتمع العربي السني في سوريا لتقبل مثل هكذا جماعات وأفكار ثأرية إنتقامية ضماناً للعرض والكرامة المنتهكان من قبل النظام ولا سيما بعد ما تعرضت لها من أهوال وفجائع على يد النظام ، وتعامل النظام مع الثورة كما أنه يلعب لعبة الشطرنج هدفها حماية الملك من السقوط ، فكان الضحية هو الوطن السوري بمجمله من السكان المدنيين الآمنيين والبنية التحتية للمدن الآهلة بالسكان فمست الويلات والمآسي البشر والحجر ، هكذا أخذت الثورة السورية تتحوّل شيئاً فشيئاً إلى ثورة مسلحة يهدد بنذر حرب طائفية تطول أمده .! ولا بد من التنويه هنا وقوف أغلبية أطراف الحركة الكردية المتمثلة بالمجلس الوطني الكردي وقياديها ومثلاً خطاب حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي - نموذجاً ، وحتى أغلبية الشارع الكردي من مثقفين ومتنورين وحتى أغلبية الشارع الكردي العام ، أعلنوا وقوفهم ضد تحويل مسار الثورة السورية باتجاه العسكرة وتجييش الشارع السوري المنهك تجاه حلول عنفية بأساليب مواجهات عسكرية لأن هذا التطور الخطير سيلحق المدنيين والسكان الآمنين والمدن وأحيائها والقصبات أضراراَ ومآسي وفواجع لا تحمد عقباه وهنا حصل التباين وتجذر الخلاف بيننا الأكراد وبقية قوى المعارضة والتي مازالت تؤمن بالحسم العسكري في إزالة النظام ورموزها فبينما كان المدن الكردية تشارك وبفعالية في مظاهراتها السلمية ضد النظام إبان الفترة السلمية للثورة وكان المجلس الوطني الكردي هو الجهة القوية التي كانت تحظى بتأييد ودعم الغالبية الكردية وهذا ما ظهر إثر مظاهرة دعم ومساندة إنشاء المجلس الوطني الكردي في القامشلي ، ولكن بعد غلبة صوت ومشهد الرصاص على صوت العقل والحكمة والسلمية في الثورة وجنوحها نحو الحسم العسكري ، إنخفض مظاهراتها بشكل ملحوظ ، وما تلتها من إنسحاب النظام من المناطق الكردية لضمان تحييد الأكراد من المشاركة في الثورة ولتوجيه رسالة لتركيا التي تدعم وتقف إلى جانب الثوار على الأرض بخطر إنشاء دولة كردية على حدودها وبالاضافة لتفرغها لمعاركها مع الجيش الحر في المناطق الاستراتيجية والقريبة من النظام والتي من الممكن أنه لو خسر تلك المعارك الأمر الذي سيعجل من سقوطها ، وما تلته من سيطرة البيد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بإدارة مجلس شعب غربي كردستان الفصيل الكردي المسلح الوحيد وتسلمها إدارة حكم الأمر الواقع للمناطق الكردية وبمساعدة ودعم جيوسياسي من قنديل والتي أعلنت وقوفها على الحياد في هذه الثورة وعدم تأييدها لطرفي النزاع في مسألة الصراع المحتدم في سوريا وإكتفت بسياسة الدفاع والحماية للمناطق الكردية وما ساعد هذا الحزب على الأرض وإزدياد ملحوظ في شعبيتها هو طول أمد النزاع والحل العسكري وما تلته من خراب ودمار للمدن التي دخلها الثوار ودخول الإسلام السياسي المتشدد في الصراع من خلال منظمات تكفيرية متشددة تتبع القاعدة قلباً وقالباً وتهدد المناطق الكردية بالإقتحام ، وما إتبعتها أنصار هذا الحزب من إستراتيجية الحفاظ على المناطق الكردية كمناطق آمنة ومنع دخول عناصر الجيش الحر والتنظيمات الإسلامية المتشددة إلى المناطق الكردية ودفاعها ببسالة بعد أن قدمت شهداء على الارض وما زالت في دفاعها عن مناطق مثل راس العين وعفرين وهم يستمدون قناعاتهم واستراتيجيتهم من بنية وتفكير فئة لا يستهان بها في المجتمع الكردي بالإضافة أن قيادي هذا الحزب عرفوا كيف يستغلون هذا الأمر ويوظفونها في الزمان والمكان المناسبين منطلقين من إستراتيجية حمل السلاح ومشاريع الشهادة للدفاع عن الوطن والكرامة المهدد من النظام ومن هجمات الجيش الحر بداية ومن التكفيريين والمتشددين الإسلاميين وضرورة عدم إنخراط الأكراد في سوريا بثورة مسلحة ضد النظام والتي لن تؤمن حسب رايهم حقوقنا الكردية ، وحماية المناطق الكردية ، وإلتزامهم بحزم بأجندتهم السياسية والعسكرية الخاصة به وتطويرهم للنشاط الإعلامي الخاص بهم وتوظيفها في خدمة أجنداتها ، أما الحديث أن هناك مؤامرة أو إتفاق تحت الطاولة حدثت بين النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي فهو أمر غير مؤكد ويصب في خانة الإتهام غير مثبت لحد الآن ومبني على الإستنتاجات والإيحاءات المبنية على العلاقة التاريخية والتي كانت توصف وقتها بالتكتيك ، بين حزب العمال الكردستاني والذي ينحدر منه حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا وبين النظام ايام المقبور حافظ الأسد ، وإنما ما حصل لحد الآن مهد له النظام من جانب واحد كسياسة ذكرنا أهدافها أعلاه وما أفرزته تحول الثورة الثورية نحو العسكرة وسياسة فرض القوة على الارض والفوضى الذي حصل ، وإن ورود تقاطع تقاربات واضحة يظهر أن هذا الحزب مؤيد للنظام يضعها مؤيدي هذا الحزب في خانة التكتيك والموقف المرحلي وهم يستمدون أساليبهم النضالية من فكر وإيديولوجية قائدهم عبدالله أوجلان ، كما العديد من المناطق التي سيطر عليها بالجيش الحر والكتائب التكفيرية والتي تسمى بالمناطق المحررة ، وهذه السياسة كانت برأينا هادفة من النظام ليبين للمجتمعات الثائرة أوجه المقارنة بين فترات حكمها السابقة للثورة وما يقوم به الثوار من مختلف الكتائب والتي تقع تحت يدها من تطبيق شرائعها الاسلامية عبر محاكمها الشرعية في المناطق المحررة وفرض عقوبات شرعية مثل الحد والجلد وتقطيع الأوصال والرؤوس ليعودوا بنا إلى عهود غزوات و فتوحات الأسلاميين الاوائل ويا للغرابة فالمقارنة كانت اشد وطأة وظلماً وما حدث في الرقة والدير من تنديد وتظاهرات الأهالي ببمارساتهم خير دليل ، ولا ننسى أيضاً مواقف هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والمتمثل بقياديين من الداخل والخارج أمثال عبدالعزيز الخير وعارف دليلة وهيثم مناع وصالح مسلم وحسن عبدالعظيم ، ومحاولة البحث عن حلول سياسية إنقاذية لما آلت إليها الثورة مؤخراً من دمار سوريا أرضاً وشعباً ولكن هيهات من كل هذه الدعوات ، فجرت الرياح بما لا تشتهيه الحلول السلمية والسياسية بعد إذداد الشرخ والتقسيم في المجتمع ، مع النظام وضد النظام والضد يستلزم ثورة مسلحة ومن لا يتفق مع إستراتيجية العنف والسلاح فهو مع النظام ، وعلى هذا الإستنتاج وصفونا نحن الاكراد بأننا مع النظام ليتكرر مسلسل الظلم والجور بحق الكرد لكن هذه المرة من جانب المعارضة المسلحة للنظام والمتمثلة بالجيش الحر والائتلاف كراعي سياسي لها . وبيد أن هذا التطوّر في إستراتيجية الثورة ، أدى بدوره المتوقع إلى قيام النظام بإدخال سلاحي الطيران والمدفعية وقوات النخبة في عملياته العسكرية، الأمر الذي نجم عنه إشاعة الخراب في كثير من أحياء المدن السورية، وتدمير ممتلكات السوريين في الأحياء الثائرة، وتشريدهم، في محاولة منه لرفع كلفة الثورة، وحرمانها من البيئات الشعبية الحاضنة لها ، مستغلاً شعار أنَ النظام يحارب الإرهاب ومنظمات القاعدة . لكن الحدث الأبرز في مسار تحول الثورة السورية نحو الثورة المسلحة تمثّل بقيام مجموعات من "الجيش الحر" بالدخول إلى مدينة حلب (يوليو/تموز 2012) وانتزاع أجزاء كبيرة منها من يد النظام، وبالمحصلة فإن ما حدث في حلب حدث مثله في محافظات الوسط و الشمال والشرق السوريين (حمص وإدلب والرقة والدير)، والأهم أنه حصل في بعض أحياء دمشق وريفها ثم في درعا. وكانت النتيجة دمار تلك المدن على رؤوس قاطنيها ، بما يحويه من إثار ومعالم حضارية وجمالية وتشريد السوريين في مخيمات على طول حدود الوطن وعرضها وفي دول الجوار وحتى إلى الخارج بعيداً ، مما تسبب في نزوح وتشريد أربعة ملايين سوري ، و أمام تحطم 50 % من البنيات التحتية الصناعية في البلاد ، معظم مصانع الأدوية وغيرها من المصانع تم تحطيمها سواء من النظام أو من المعارضة المسلحة، وبأكثر من مئة وعشر آلاف ضحية، و 600 ألف معاق من جرحى المواجهات المسلحة والحل الأمني العسكري، هذا إذا لم نتحدث عن 2.5 مليون لاجئ خارج البلاد و4 ملايين نازح داخل البلاد، خسرت سورية في ماساتها قرابة 350 مليار دولار وغيرها من المآسي والأضرار والتي لم تعُد , تعد ولا تحصى . وهذا كله يأتي الحديث عن إستراتيجية - الجيش الحر- المتعلقة بدخول أحياء بعض المدن المكتظة بالسكان، فكانت وبالاً وفي غير محلها، وغير مدروسة، بقدر ما أنها كانت متسرّعة وعفوية، ولم تأت بالنتائج المرجوّة منها. وإذا أعدنا ما ذكرناه سابقاً بشأن عدم وجود جيش منظم ومنسق بمعنى الكلمة، يصبح مفهوماً عدم وجود إستراتيجية أو طريقة مدروسة لوضع الخطط وصنع القرارات. و ترتبت على سياسة "تحرير" أحياء المدن نتائج خطيرة، ومؤذية، إذ حرمت الثورة من حواضنها الشعبية، وتم تدمير مجتمع الثورة، من حلب إلى حمص ودمشق ودرعا، بعد أن ترك السكان بيوتهم خوفاً من تدميرها على رؤوسهم من جانب النظام وظهرت جيوب عصابات مسلحة متسلقة للثورة وقيمها وتسترزق منها من عمليات إختطاف ونهب للاملاك العامة وبيوت المواطنين البؤساء ، مما ولد حقداً من الأهالي والمدنيين على الثورة وساعة قيامها وعلى الجيش الحر بعد ان وظف النظام أجهزتها الإعلامية لتشويه مشهد الثورة وقائميها . وفي ذلك ارتاح النظام من البيئات الشعبية المعادية له في هذه المناطق، لا سيما بعدما بات سكانها من دون بيوت وموارد، وفي حالة مأسوية لا تمكّنهم من رفد الثورة لا معنوياً ولا مادياً . ومن الجدير ذكره أن مسار توجه الثورة نحو العنف والعسكرة أدت إلى التراجع الكبير في عدد التظاهرات أسبوعياً، فبحسب «المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات»، بلغت التظاهرات الأسبوعية أوجها في حزيران (يونيو) من العام 2011، حيث تجاوزت 900 تظاهرة في جمعة «أطفال الحولة مشاعل النصر»، قبل أن ينخفض الرقم تدريجاً ليراوح في الأسابيع الأخيرة من الثورة بين 160 و180 تظاهرة، وحتى تكاد تختفي أو تظهر وعلى اشد غرابة مظاهرات منددة بالمسلحين المتشددين التكفيريين وهذا ما لامسناه في الرقة وفي حي الشعار بحلب وكفر نبودة . وبالاضافة إلى كل ما سبق وتحت مقولة الثورة تأكل أبنائها , ؟ خرج للعيان وما كنا نخشاه في خضم هذه الثورة السلمية وبعد طول أمد الحسم العسكري من جانب النظام والجيش الحر وبعد تباين وتشتت الموقف الدولي بين المعسكر المؤيد للنظام ويمثلها بشكل خاص روسيا والصين والحليف الابرز للنظام السوري إيران وأداتها حزب الله ودخولها في معركة النظام ضد الثورة من جهة والمعسكر المؤيد إن جاز لنا التعبير دول الخليج وتركيا ودعمها الغير متوازن للكتائب المسلحة ورهان دول مثل أميركا وبعض دول الاتحاد الاوروبي على تقدم الثوار على الارض وتخوفها من دخول الصراع في سوريا تحت ضغط الراي العام لديها بعدما أظهر هذه الكتائب وخاصة المتشددة منها وحشية على الارض لا يقل عن وحشية النظام وعدم تسامحها مع الاديان والطوائف والاقليات على الارض واستحال معها الربط بين مستويي الصراع وتوحيدهما في مستوى واحد: ذاك الذي يفصل بين النظام السوريّ و»المجتمع الدوليّ» وذاك الذي يفصل بين النظام المذكور وغالبيّة أبناء شعبه ، وأنتهينا إلى حالة عدم إنقشاع الوضع السوري بين واشنطن وموسكو وطهران وبكين ولندن ودول الخليج وتركيا وداعش والنصرة . وظهرت مشكلة المكوّنات والتشكيلات العسكرية في الثورة السورية والتي تشكلت من تركيبة غير متجانسة. فهناك الوحدات العسكرية للمنشقين من جيش النظام، وظهرت جماعات مسلّحة نشأت في بعض الأحياء والضواحي في المدن والأرياف بمبادرة من الأهالي، إلى درجة أن بعضها بات يشكّل وحدات عسكرية قائمة بذاتها، مع مصادر تمويل باتت معروفة للعامة (كجماعة الحياني في البليرمون بحلب و أبو إبراهيم في إعزاز). وإن كان ظهور هذان التشكيلان كان بشكل طبيعي أفرزتهما العسكرة والقوة على الأرض ، وما تلته من ظهور للجماعات المنفلتة، والخارجة عن القانون، والتي تتحرّك باسماء مختلفة وبالنهاية يعرفه العامة بالجيش الحر ، فثمة تشكيلان آخران ظهرا بطريقة متعمدة وبأهداف معينة، أي لأغراض سياسية: أولهما محاولة الإخوان المسلمين تأسيس كتائب عسكرية وتنسيقيات ثورية ، وهو أمر مفهوم من حركة تحاول إثبات ذاتها في المجلس الوطني السوري وفي الإئتلاف الوطني السوري وفرض آرائها والهيمنة على تلك الكتلتين من ناحية إتخاذ القرارات والتصويت وليكون لها حصة الأسد بعد إسقاط النظام. وثانيهما، الجماعات العسكرية المبنية على أفكار الإسلام السياسي الجهادي المتشدد والمتطرف ، العابر للحدود، والذي يعمل وفق مقاصد خاصة، ترتبط بالإسلام السياسي الجهادي، وإقامة الدولة الإسلامية (دولة الخلافة ) . ومن أهم هذه الكتائب جبهة النصرة و دولة العراق والشام – داعش - إن تزايد الوجود العسكري لـ جبهة النصرة ، وداعش وغيرها من الكتائب السلفية على أرض المعركة في سوريا بمرجعيات مختلفة وربما متضاربة أحياناً مما قد أعطى صورة قاتمة للثورة السورية وحسب بعض الاحصائيات يتحدثون عن قدوم ما يقارب 18 الف مجاهد قدموا من مختلف الاصقاع عبر تركيا بشكل أساسي ليزيدوا في المشهد الثوري قتامة وليعطوا للعالم وللرأي العام العالمي صورة سلبية وتخوفاً مما ستؤول إليها الثورة السورية فكيف لا وهذان التنظيمان غير معنيّان بأية هيكلية، لا سياسية ولا عسكرية، في الثورة السورية، مع عقدهما - البيعة- لقيادة تنظيم "القاعدة". والأهم من ذلك إعلانهما بأنهما يعملان وفق أهداف وأجندات إسلامية متشددة وتكفيرية حلمهما دولة الخلافة بكل ما تعنيه من مظاهر وتشريعات يعود بنا ل 1400 سنة إلى الوراء يعود بنا إلى الأصول أيام داحس والغبراء وشق جسد أم قرفة إلى قسمين ، وبمعاداتها الديمقراطية التي تعتبرها هرطقة ينبغي وضع حدّ لها. لم تعد جماعات – القاعدة - من – النصرة و – داعش – واقعاً تستطيع الثورة أن تتجاوزه وتطوي صفحته كما تؤكده قوى الائتلاف الوطني وتربط مصير هذين التنظيمين بإسقاط النظام ، مثلما تربط وتؤجل حل جميع القضايا العادلة في سوريا ومنها مسألة وجود ثاني قومية وشعب كردي أصيل على أرضه ، وعروبية سوريا لما بعد سقوط النظام وإخضاعها للتصويت الديمقراطي الحر ونحن نعرف مسبقاً أنها لن تمرر . في الوقت الذي عبر فيه كل من جورج صبرو وميشيل كيلو ورئيس الائتلاف الحالي أحمد طعمة ورموز الائتلاف أن تنظيمي النصرة وداعش جزء من الثورة السورية ، يا لها من حنكة وفطنة سياسية من هؤلاء لمحاولتهم ترويض هذين التنظمين والاستفادة منهما حتى إسقاط النظام ومن ثم المجتمع السوري سيلفظ تلقائياً هؤلاء ، علماً أن جميع محاولات الائتلاف ورموزها بترويض تلك الكتائب بائت بالفشل وها هم الآن على ارض المعركة تركوا النظام ووجهوا بنادقهم لبعضهم البعض وخلّفت ضحايا بين رفاق السلاح أنفسهم والنظام استفاد من الانقسام كثيراً وعمل على تجذيره، ووجد في الاحتراب ضالّته الكبرى ، ومحاولة إقتحام وحصار للمناطق الآمنة التي آوت النازحين من مناطق الصراع كالمناطق الكردية مثل عفرين وراس العين والرقة وبالتالي أن تنزلق «الثورة» مع الوقت إلى مواجهة المجتمعات الآمنة ، وأصبحوا ينقلون صورة اكثر قتامة وسواداً عن الثورة مما يجعل السوريين يلعنون تلك الساعة التي أعلنوا فيها ذات ربيع ثورتهم على النظام . والأنكى من كل ذلك أن 11 فصيلاً مسلحاً لا يستهان بها ومنها لواء التوحيد وأحرار الشام والاسلام والوية صقور الشام وبينهم الكتائب التكفيرية المتشددة أعلنت ببيان عدم إعترافها وإلتزامها بالائتلاف الوطني السوري كوعاء سياسي يجمعهم ويحتويهم وتوجه عناصر داعش للهجوم على المناطق المحررة من قبل الجيش الحر والاستيلاء عليها بمواجهات مسلحة خلفت قتلى من الطرفين ومن المدنيين كما حصل في إعزاز وريف إدلب الشمالي والرقة والدير ومحاولة دخول وإقتحام عفرين ورأس العين المنطقتين الكرديتين والتي تأوي آلاف النازحين من الدمار والخراب فهذه التنظيمات القاتلة ابتلعت جزءاً كبيراً من الثورة، وتهدّد راهناً بابتلاع الباقي. وحينما يُختطَف رجل كالأب باولو، يصير جائزاً القول إنّ المشاعر المناهضة للمسيحيّين، وللشيعة وللأكراد والعلويّين، بدأت تغلب كلّ المشاعر الأخرى الدائرة في فلك الثورة، بما فيها بناء سوريّة جديدة لجميع أبنائها ومكوناتها . فأين بقى الثورة وحواضنها الأجتماعية من ممارسات هكذا فصائل على الارض من خلال المئات من صور الفيديو والتي تنشر على صفحات المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي يظهر أناس غرباء وكأنهم قادمون من أيام هجرة الرسول ونشر الدعوة ، منظرُ السيوف يجعلك تنسى الحضارة و العلم و التاريخ في هذا البلد المباح أرضهُ و سماؤه حتى إشعار أخر قد يكون في القرن القادم سورية التي كنا نتمنى ونأمل منها الكثير الكثير ، سوريا حرة ، سوريا كرامة ، سوريا مدنية تعددية ديمقراطية علمانية ، سوريا التي تضم طيفاً واسعاً من قوس قزح بشري وعرقي وإثني ، مهد الحضارات والابجدية سوريا ألآثار والقلاع والتي تناوبت حضارات في حكمها عبر التاريخ ، تنتهي الآن والتي لا نأمل منها أن تنتهي (على الاقل حتى فترة كتابة هذا البحث المتواضع ) على ضفاف «جبهة النصرة» و «داعش»، على ايدي (وكما وصفهم الكاتب السوري مصعب الحريري) ، رجال ٌ قادمون من عصر أخر. رُث الثياب . لباسهم قصير و غريب . شعورهم لم تعرف الأمشاط إليها طريقا منذ غزوة بدر الكبرى. أطلقوا اللحى حتى طالت أكثر مما يجب و أزيدَ مما يليق . سترى منظرا ً لن يسرّك و لن تنساه .رائحتهم مقرفة أو تكاد . يثيرهم النساء و الرجال و الأولاد . لا يسلم من نظراتهم طفل صغير و لا شيخ كبير و لا شجرة ذات أوتاد. يفصلهم عن حاجز الجيش مسير خمس دقائق ليس إلا .... إنها الهدنة غير المعلنة و توازن القوى و لكلٍّ ما أراد.يعيدون سورية ألف عام إلى الوراء .هناك ستسمع كثيرا هذه الكلمات (اسلام . محمد . الله أكبر . جهاد . تستري يا امرأة . هل معك محرم . جئنا لننصر الإسلام . حرام . حلال) .و طبعا ستسمع "النكاح". يحملون السيوف المشحوذة و لهم أمير يطاع و لا يعصى . ولهم جهة وصائية لتنفيذ العقوبة بحق المرتد و الكافر و الزنديق و الخائن و العميل للنظام النصيري في دمشق . لا يحبــّون ولا يحابون من يخالفهم الرأي و لا القول، ناهيك عن المعتقد و الفكر والقول و الفعل و اللباس و المأكل و المشرب .لماذا أنت حليق الذقن ؟ سؤال قد تكره أن تسمعه فتطلق لذقنك العنان . ألا مرحبا بكِ يا ذقن ُ ....؟! السويد 2/10/2013

 

 
 

 
  

موقع جندريس كوم 

 

 
 



 
  

Ji Bo Têkelî  Bi Malpera Mera :

 
 
 
 
 

Jindires youtube Deng u rengê çayê kurmênc   2006-2017