Rûpela Nivîskar Bavê Ronî                                                                    صفحة المقالات الكاتب م.مجيد

 
 
   
 

 
 
 
 

Mistafa mecid.MecidNivîskarên Kurdaxê

 -Mistafa Mecîd-

 
 

 
  

  • أقترح أن يكون هناك زاوية اسبوعية تحت اسم كلاويجا كرداغي بداية وبمناسبة افتتاح موقع كرداغ وإطلاقها نتمنى منها أن تكون ساحة إعلامية حرة للأقلام النيرة هدفها ترسيخ مبادئ الأخوة والحوار والتواصل مع هموم شعبنا الكردي والوقوف على جميع القضايا المستجدة لما حدث ويحدث في ربوع كرداغ خاصة وغيرها من مناطقنا الكردية في سوريا هذه الاقاليم التي باتت مسرحاً للشد والشذب من الأطراف والجهات والايديولوجيات العنصرية التي لا تريد خيراً لكل ما هو كردي على أمتداد المساحة الجغرافية لسوريا



    تداعيات إنتقال الثورة السورية من السلمية إلى العسكرة ؟
    . المحامي مصطفى مجيد
    . Beșê Yekm

    ⦁ لا بد لنا وقبل أن نبدأ الحديث عن الثورة السورية ، أن نتطرق لوضع سوريا السابق والممهد للثورة ، الثورة والتي على الأقل في الفترة الحالية ، قضت على كل ما كنا نحلم به والصورة التي كنا نرسمها في خيالنا وتصوراتنا ، سوريانا الغد المشرق ، سوريا الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وعلى أقل تقدير نرجع بها إلى سوريا عهد الاستقلال و فترة قبل مجيء البعث وإستيلائها وإغتصابها للحكم ولنكمل بنائها من حيث بدأوا هم طوال الخمسة عقود الماضية ،إبتداءً بممارسات النظام الظالم والجائر والاقصائي والمستأثر والمتشدق بالحفاظ على كرسي الحكم وإعتبارها طوال الفترة الماضية بمثابة ملكية لا يمكن المساومة والتنازل عنها في ظل سياسة عامة أصطبغت بها نظام الحكم والتي بنت على الظلم العادل لكل مكونات الشعب السوري ، بمختلف أوجه ممارساتها للسلطة ، فالمنطلقات التي حددها ميشيل عفلق كشعارات للحزب والتي تمثلت في الوحدة والحرية والاشتراكية ما كانت إلا أفكار خيالية طوباوية هدفها كسب مشاعر أغلبية الجماهير السورية العربية فأي وحدة وهم لم يستطيعوا حتى الحفاظ على الوحدة مع مصر عام 1958 إثر إنقلاب عسكري قاده مأمون الكزبري عام 1961 وحتى عهد البعث في سوريا إثر قيام وقفز لؤي الأتاسي إلى السلطة بانقلاب عسكري في سوريا في 8 آذار عام1963 والبعث في العراق في نفس العام وطوال أربعة عقود لم يستطيعان تحقيق إتفاقية الوحدة الثلاثية المعقودة بين مصر وسوريا والعراق ، وأية حرية بعد أن بين البعث مراميها في الحرية الكاذبة التي كانوا ينادون بها حيث تميز البعث بقمع الحريات العامة وقمع الاحزاب السياسية والتصفية الجسدية للمعارضين السياسيين والتعذيب الممنهج في الاقبية الأمنية والمجازر التي ارتكبها في حماه وتدمر، وما الدستور إلا مجرد قصاصة ورق والبرلمان مجلس صوري لا رأي لها يجلس فيها اشباه رجال لا يجيدون غير التصفيق والهتافات للحبر الأعظم ويصوتون بالإجماع على القرارات التي كان يصدرها ويرتايها مناسباً القائد الواحد الأحد ، لا اثر للحرية ولا للديمقراطية وحقوق الانسان ولا للصحافة الحرة في جمهورية البعث المطلقة ، ناهيك عن الاشتراكية التي وصمت بإشتراكية طوباية روحية يستلذ ويدغدغ مشاعر العامة وكل ما فعله البعث هو القضاء على الحركة الاقتصادية في البلد إثر تطبيق قوانين الإصلاح الزراعي الجائر وقانون تأميم المشاريع والمصانع الناشئة حيث نهبت وسرقت موارد وقوت الشعب ليضعها في خدمة وتصرف الملك الشخصي للديكتاتور والزمرة المحيطة به والتي كانت من المرجح لها أن تلعب دوراً في تطوير الصناعة وإنعكاسها على الحياة الاقتصادية في سوريا والتي كانت من بوادر إنطلاق سوريا صناعياً وإقتصادياً ، حيث تبين فيما بعد أن تلك الشعارات لم تكن إلا وسيلة للوثوب غلى السلطة وإغتصابها وفرض حكم الحزب الواحد الأحد ، هذا بالإضافة فإن طوال هذه المدة كرس البعث في سوريا مفهوم القومية والانا العربية والتي إقتدى مفكروا البعث الأوائل بافكار وتشربوها من مدارس كبار الفلاسفة (ماتزيني – ونيتشه - وأندريه جيد – ورومان رولان – كارل ماركس وفريدريك أنكلزولينين ) وطبقوها في الحدود التي يخدم مصالحهم وشوفينيتهم العربية وما يخدم ذهنيتهم وخلفياتهم الثقافية والاجتماعية هذه العربية التي وصمت بها سوريا بعد إستلام البعث للحكم وعلى أيدي مدرسيهم الأوائل أمثال ذكي الارسوذي وصلاح الدين بيطار وميشيل عفلق وتحالفهم مع أكرم الحوراني ووصولهم إلى السلطة ، والتي أعتبرت نتاج أفكارهم وما حصل من تطبيق من اسوأ الحقب التي مرت على سوريا والعراق وبإعتراف الأقلام والمفكرين المتنورين العرب فرأينا ما حصل للعراق وسوريا في عهد البعث ، هذه الأفكار والتي طبقها والتزم بها تلاميذهم القومجيين الاوائل صلاح جديد وسليمان العيسى وفوأد الركابي وحافظ الاسد واتباعه (كعبدالحليم خدام وعبدالله الأحمر ومحمد حيدر) وأمين الحافظ وشبلي العيسمي ومنيف الرزاز والحاووط وأحمد حسن البكر وصدام حسين وغيرهم في سوريا والعراق ،أسوا تطبيق وتمثيل لهذه القيم والمفاهيم بعد وصولهم لدست الحكم وإنكشاف زيفهم وخداعهم للمنطقة برمتها وإنقلاباتهم على بعضهم البعض ليكون فترة الاغتيالات والتصفيات بين رفاق الامس ممهداً لاستلام الاسد للسلطة فيما يخص سوريا في بداية سبعينيات القرن الماضي وما زلنا نحصد ما بذره هؤلاء في تلك المجتمعات من أفكار وعقائد شوفينية قومجية أدت إلى ما أدت إليه اليوم ،، في سوريا التي كانو يرسمونها في مخيلتهم إبان إغتصابهم للسلطة فأدخلوا سوريا بكل فئاتها الأثنية والعرقية إلى مهد وعرين العروبة ، ونشروا مفاهيم من قبل سوريا المواجهة مع إسرائيل، والعدو المتربص على حدودنا المغتصبة ، وسياسة الممانعة والمقاومة والأولوية هي دعم جيشنا وقواتنا المسلحة ، فقد حاول تسويق ونشر تلك المفاهيم في المجتمع ، ليس إيماناً منها وإنما للحفاظ على السلطة بكل ما أوتي من قوة ودهاء ، فتحْت يافطة هذه الشعارات البراقة لعب وإستلذَ بمشاعر المواطنين على إختلاف فئاتهم ومشاربهم على إعتبار أن سوريا تعيش حالة إستثنائية يستلزم من جميع المواطنين مشاركتها في هذا الهم الوطني ، فكانت الضريبة نسف البنية السيكولوجية لأغلبية جيلها المعاصر لها وإمتداد هذا الدمار وإنعكاسها على الواقع الإجتماعي والسياسي والإقتصادي للمجتمع السوري ودق الاسافين بين كافة شرائح وفئات المجتمع السوري الأثني والطائفي بهدف فك الارتباط السياسي وعزلهم عن بعضهم البعض وتطبيق سياسة فرق تسد وجعلهم كانتونات متفرقة حتى بين المكون الواحد ليكونوا مجتمعات صغيرة ، عشائرية وطائفية وإثنية لا حول لها ولا قوة ، والعمل بحنكة وحرفية في إستغلال شعارات يؤمن بها عامة الشعب للحفاظ على كرسي الحكم ، وما مارسها من ضخ إعلامي كاذب لتسويق وإرثاء شرعية حكمها، وإنَ من مستلزمات هذه الظروف الاستثنائية والمصلحة القومية العليا وحالة المواجهة الكاذبة التي يعيشها سوريا، إعتبر حزب البعث القائد للدولة والمجتمع وفرض الأحكام والمحاكم الاستثنائية في ظل قانون الطوارئ واعتبرت الحياة السياسية حكراً على البعث فقط وهم الحريصون على الوطن والمواطن وغيرها من مفاهيم الثورة والحركة التصحيحية وربوا وخرجوا جيلاً من مدارسهم وفق مناهجهم وتربيتهم القومية الذائفة ، طلائع وشبيبة وأعضاء عاملي وبعثيواغدِ الثورة وأضحوكة نصف قرن مضت . حتى تأصلت وإستقر تلك المفاهيم وتشربت منها النفوس من أغلبية خريجي هذا العهد ليوصم عهد البعث بعهد الفساد الاخلاقي والقيمي للإنسان بكل جدارة ، وتأصلت تلك المفاهيم والقيم الزائفة والوصولية حتى أصبحت سمى عامة يتسمُ بها المواطن والوطن السوري وما سيخلفها من أثر ودمار ، وما إنبثاق الثورة السورية وسط هذا الكم الهائل من أخلاقيات وسلوكيات العهد الماضي ، إلا ترجمة واقع مرير عشناها في ظل حكم البعث وما الهدوء النسبي والأستقرار الذي شهدته سوريا طوال العقود الماضية من حكم البعث إلا بما يسمى هدوء قبل العاصفة والتي ستجتاح سوريا في ثورتها والتي ستحرق الأخضر واليابس . في بحثنا هذا سنحاول قدر الإمكان تناول الثورة السورية وإنطلاقها من صلب هذا الفساد الأخلاقي والتراكم الكمي لشعارات وفلسفة العقود الماضية وأثرها على ثورة الحرية والكرامة في سوريا ومدى تقبل هذا المجتمع العربي السوري لكل ما يمت سوريا على إختلاف تنوعها وفسيفسائها الجميل عامة وبالأكراد وقضيتهم العادلة على وجه الخصوص، ومن تداعيات وآثار الحقبة الماضية وإنعكاسها على الواقع السياسي الحالي وما آل إليه الثورة السورية ولماذا نحن مختلفون عن الغرب حتى في ثوراتنا والتي تؤكد لنا أن مجتمعاتنا بعيدة كل البعد عن مفاهيم الثورة العصرية والتي كانت من المفترض لها أن تسعى إلى إسقاط النظام وبناء سوريا مبنية على الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة والتعددية ودولة مدنية عصرية تحترم وتصون حقوق أقلياتها الأثنية والعرقية وخصوصية وعدالة القضية الكردية وحقوق الشعب الكردي في سوريا بموجب المواثيق والعهود الدولية المنصوصة عليها ، هذه الثورة وبعد مرور أكثر عامين أتت لتؤكد لنا إنّ أغلب النظم العربية الرسمية ومن لفّ لفّها من قوى معارضة قومية أو إسلامية أو يسارية ( شيوعية ), هي عصية على التغيير والتطوّر, وغير قابلة للدمقرطة والفرمتة, ولا تستطيع أن تتقبل و تتعايش بسلام مع شعوب وطوائف تقطن معها, بل هي ضد حرية الفرد والديمقراطية وحق الشعوب في حريتها, لماذا ذلك ؟ والجواب بالإختصار إنّ هذه الذهنية وليدة الثقافة العربية الموروثة, التي تعود جذورها إلى البداوة الصحراوية, التي يصفها المؤرخ البريطاني المعروف، أرنولد توينبي، بأنها "حضارة متجمدة " هذه الحضارة التي يتحدثون عنها توقفت وجمدت في مكانها بفعل عامل سحري جذري وهي عامل ، عدم فصل السياسة عن الدين والوجدان والتقاليد والقيم التي تعود لألف وأربعمائة عام مضت ، والتي لا تزال تراوح في مكانها ، ولا تزال هذه النظم وهذه القوى تنهل من هذه الثقافة, بل هي صورة مكبرة منها, وتتكرس هذه الثقافة عن طريقها وتزداد الشرخ والتعمق ليظهر تجلياتها وصورها على نحو اكثر بدائية في الثورة السورية ضد ديكتاتورها ومنظومته الأمنية المعقدة . سوريا ومن فترة عهد الحراك السياسي النسبي والذي شهدهتها بداية 2003 وما تمخض عنه صيغة إعلان دمشق ، وأثرها على القضية الكردية كقضية ديمقراطية جوهرية بإمتيازفي سوريا وكشف زيف السياسيين المعارضين للحكم في تعاملهم مع هذه القضية . ومنذ تجربتنا الكردية في إعلان دمشق ,تلمسنا هذا الواقع والوجه السلبي من الأخ والمواطن العربي في تعاملهم مع الوجود والتاريخ واللغة الكردية في سوريا ، إعلان دمشق الذي كان باكورة القوى الديمقراطية في داخل سوريا والتي تمخضت عن فسحة من الحرية السياسية التي بدأت بعد إستلام الابن الديكتانور الحالي بشار لمقاليد السلطة إثر تحايل فبركها البعث مست الدستور والشعب ، حيث تمت المبايعة القروسطية لسليل العائلة البارة وفق تقاليد قريبة للملكية وبعيدة كل البعد عن النظام الجمهوري البرلماني الديمقراطي والتي صرعونا بها طوال الاربع عقود الماضية من حكم البعث ، في خضم هذه المعمعة والمعارضة الضعيفة للنظام ، كان دائماً هناك قاسم مشترك بين النظام والمعارضة التي ذكرناها وما زالت لحد الآن للأسف والتي كانت تمس الاكراد في الصميم ويوصم به طوال تاريخ سوريا الحديث، فهم مختصراً ، غرباء ، مهاجرين إلى سوريا بين أعوام 1926 و1960، وقبائل لا لغة ولا هوية جامعة لهم لا تاريخ ، إنفصاليون يطمحون لانشاء دولة كردستان الكبرى مغرور بهم من جهات إقليمية إسرائيل على وجه التحديد الشماعة التي كان يعلق بها كل مآسي الوطن وأوجاعه ، وذلك بالرغم من عقود من التضحيات والوطنية التي أظهرها الكرد في تاريخ سوريا الحديث ، بداية من الثورة السورية ضد فرنسا وإنتهاءً إلى الآن وما زال في الثورة السورية ضد حكم البعث ، وإلا كيف نفسر مواقف المعارضين من الشخصيات الذين كانوا بالامس يجمعهم مع الأكراد وثيقة إعلان دمشق أمثال المحامي هيثم المالح الذي إعتبر في مقالة له عن الاكراد في سوريا بأنهم قبائل مهاجرة لا تاريخ لهم ولا لغة مشتركة وهم يسعون لتقسيم سوريا بدعم من جهات خارجية ومواقف قياديي الاخوان عبر مسأوليه كالبيانوني والشقفة وبرهان غليون الذي أدرج في صفحته الفيسبوك أن سوريا لا تحتاج عنصريين جدد قاصدأً الكرد بهم ، وأشباههم كثر في جسم المعارضة الحالية والتي تشكلت ونمت على موائد الدول الخارجية ، وإن كانت مواقفهم من الأكراد تأتي بصيغ مختلفة فيما بينهم قد تكون أكثر ثلاثة وعبارات فضفاضة ورنانة كاعتبار المكون الكردي جزءٌ من مكونات المجتمع السوري ، هذه العنصرية التي يوجد في أذهانهم والتي تفتقت عنها هذا العبارة (مكوِن) وأدخلوها في معاجمهم وكأن الأكراد بضاعة أو ماركة لجسم هذا الوطن الفاسد والمنتهي صحلاحيته ، معارضي هذه الحقبة معظمهم ينضوون الآن في المجلس الوطني السوري كجورج صبرة وسمير نشار وميشيل كيلو والشقفة وأحمد طعمة وبرهان غليون والجربا واللبواني وغيرهم من القيادات العسكرية التي تعمل على الارض في تشكيلات لما يسمى بالجيش الحر كاللواء سليم ادريس الذي ما برأ واستلم قيادة الجيش الحر حتى أخذ يهول ويتوعد بمحاسبة من لم يشارك بالثورة المسلحة ضد بشار مستقبلاً وأنه لن يسمح ولن يتهاون ولا يقبل أي مشروع يمهد لتقسيم سوريا ومن ضمنها الفيدرالية والتي تعتبر في قاموسه القومجي العروبي المتخلف تقسيماً ، مخالفاً لمفهوم الفيدرالية بحد ذاته ، وهذا كله يؤكد بالنهاية مواقفهم التعصبية والشوفينية من عدالة ومشروعية القضية الكردية في سوريا والتي تؤكد من خلالها أن ديمقراطيتهم تنتهي عند حدود وعيهم الشوفيني القاصر، (وللإنصاف والحقيقة فهناك أصوات عربية واعية أصيلة مسؤولة تدرك حقيقة هذه الشعارات, وتعرف حقيقة سوريا ومكوناتها, وتؤمن بالتعايش والشراكة الحقيقية, هذه الأصوات تستحق الاحترام والتقدير, فهؤلاء هم شركاء الكورد الحقيقيين, ولذا علينا أن نمدّ يدنا لهم لنبني معا هذا الوطن, ومن هذه الأصوات , صوت الأستاذ رياض سيف, ومنتهى الأطرش وأنور البني وحازم صاغية وموقف كتلة المنبر الديقراطي ، من خلال إرائهم ومواقفهم من الثورة ومن عدالة القضية الكردية في سوريا ومشروعية كافة حقوقهم أمثالهم يشعروننا فعلاً بأنّ للوطن قيمة ومعنى, وأننا حقاً شركاء حقيقيون في هذا الوطن, فهؤلاء يحافظون على الوحدة الوطنية ويجسدونها بمواقفهم الوطنية). في كل اللقاءات والاجتماعات التي كانت من أجل توسعة ودخول قوى معارضة كردية إلى المجلس الوطني السوري كانت تصطدم بمعارضة شديدة من هؤلاء الاشخاص وأشباههم من المعارضين يتنكرون لالف باء الحقوق الكردية في سوريا وخاصة مصطلح الشعب الكردي والإعتراف به دستورياً ، والتي كانت بمثابة الابرة التي توخذهم وحتى مجرد لفظهم لهذه العبارة يعتبر خيانة ، وكأنهم أعطوا الترخيص لإنشاء دولة كردية، وحتى إمتد الجور والتزييف ، للغة والتاريخ الكردي وإظهار إمتعاضهم لإدراجنا للأحرف اللاتينية في اللغة الكردية فيزعقون بأصواتهم المرتفعة داخل قاعات الاجتماعات فيتهموننا نحن الاكراد أنتم انفصاليون تسعون لتقسيم سوريا , أنتم مثلكم مثل التركمان والآشوريين والشركس والسريان والكلدان والمسيحيين والدرزيين ,(ويتعمدون هنا الخلط بين الاثنية والقومية لتمييع المسالة) , وأنتم مكون من مكونات الجمهورية العربية السورية , سوريا عرين العروبة وستبقى عربية , هذه قضية مصيرية يؤجل إلى بعد إسقاط النظام في ظل برلمان منتخب وبالتصويت , وهم يدركون أن ساعتها أغلبيتهم العروبية القومجية الشوفينية ستكون المنتصرة وبروحهم الديمقراطية العفنة والتي تفوح منها رائحة الكراهية والحقد على كل شيء يخالف وينافي عروبتهم الأصيلة المستوردة من شبه الجزيرة العربية ومن حضرموت ومضارب آل عدنان وغسان . وللعودة إلى ما يجري الآن في سوريا ، فإنه حالياً على الاقل ، ما يجمعنا نحن الاكراد مع هذا المعارضة الموجودة على الساحة السورية والمتمثلة حالياً في الإئتلاف الوطني الديمقراطي السوري والتي تعتبر المجلس الوطني السوري مكون ومهيمن أساسي فيها والتي تضم أيضاً غيرها من القوى والشخصيات ، هذه الكتل والشخصيات تشكل أغلبهم وظهروا في الحديقة الخلفية كما يتكاثر ويتوالد الطفيليات والبرامسيومات النفعية بفعل ظروف مهيئة ومساعدة ، إرتئت لنفسها أن تركب وتقود الثورة إلى حيث المصالح والمال والشهرة مثلما ركبوها أسلافهم البعثيين لشعارات ثورات الحقبة الماضية ، فإزدادت التجمعات والكتل والهيئات والتنسيقيات وأصبح أعدادهم بالمئات في الساحة في وقت كنا نبحث ونفتش عن صوت معارض للنظام في المواقع الالكترونية لنقرأ له ولنشجعه ونمد يد الاخوة له في عهود قبل الثورة ، (فعلى سبيل المثال شاركنا في مظاهرة في دمشق نظمها قوى إعلان دمشق عام 2007 ، كان عدد المتظاهرين لا يتجاوز 50 شخص نصفهم كان من الأكراد ) . وحالياً فإن جسم الائتلاف السوري بما يسمى بمعارضة الخارج يضم المئات من شخصيات وكتل مثل التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة ، والشخصيات الوطنية المستقلة ، والمجالس المحلية السورية ، والمنتدى السوري للأعمال ، ورابطة العلماء السوريين ، ومجلس القيادة العسكرية العليا للجيش الحر ، ومكتب الحراك السوري ، إضافة للكتل السياسية كحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وحركة معاً من أجل سوريا ، والكتلة الوطنية الديمقراطية ، وتيار المواطنة ، عدا عن ذكرعدد تشكيلات كل قوة واحدة من القوى المنضوية في الائتلاف الحالي فمثلاً الجيش الحر يضم فوق الالف كتيبة موزعون على خارطة الوطن الجريح عدا التسيقيات ، هذا من جهة وأما هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي لما يسمى بقوى الداخل فحدث ولا حرج وهم تضم : حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وحزب العمل الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي وتجمع اليسار الماركسي وحركة معاً من أجل سوريا حرة ديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ومن الموقعين على بيان التأسيس أحزاب كردية كحزب اليمقراطي الكردي البارتي وحزب الديمقراطي الكردي (والذين إنسحبوا منها بعد تشكيل المجلس الوطني الكردي في سوريا ) ،والعديد من الشخصيات أمثال هيثم مناع وعبدالعزيز الخير وشهيد حوران معن عودات . أما الساحة الكردية فيضم مجموعة من القوى والاحزاب الكردية ، فحدث ولا حرج قهو موضوع يحتاج إلى بحث جديد بحد ذاته ، فعدد الأحزاب والتسيقيات الكردية في سوريا قد وصل إلى أرقام قياسية بحدود ثلاثون حزباً ، وفوق مئة تنسيقية وتجمع ، يزدادون وينقصون حسب مؤشرات البورصة الإقليمية والوطنية ، ولكن هم الآن ينضون في كتلتين رئيستين وهما المجلس الوطني الكردي الذي يضم 16 حزباً وتنسيقيات وأشخاص والاتحاد الديمقراطي الكردي الممثل بمجلس شعب غربي كردستان ، وكلا الكتلتين المذكورتين وقعوا وبضغط وحث من الأخ مسعود برزاني وفي حزيران / يونيوعام 2012 على بيان تشكيل الهيئة الكردية العليا مناصفة بينهما ، وعلى الرغم من عرض الوحدة الأخير، ثمة هوة من انعدام الثقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي، وهما يثبتان عجزهما عن إقامة تعاون حقيقي وللجدير ذكره أيضاً فإن هذه الإنقسامات في الحركة الكردية والقوى والفعاليات التي تعاصر الثورة على الصعيد الكردي ما هي إلا آثار وتداعيات وممارسات حكم البعث فنحن أبناء هذا الوطن مثلنا مثل الأخوة العرب ، لنا ما لهم وعلينا ما عليهم ، لكن الخلاف هو خلاف في الفكر والتنظير والممارسة لم يتعلق بالثورة السورية وهذا الخلاف نشأ عن التباين بين الموروث الثقافي والأخلاقي والعقائدي لكلا المجتمعين الكردي والعربي ولما سيظهر آثاره ونتائجه على الثورة السورية ككل . وللعودة إلى حديث الثورة والعلاقة التي يربط الأكراد بأغلبية قوى المعارضة الآن فما يجمعنا مع تلك القوى هو إسقاط وتغيير النظام ، لكن ما يفرقنا هو الكثير الكثير من الآراء ووجهات النظر حول الثورة السورية من حيث الاسلوب وما نطمح إليه حول سوريا المستقبل ؟ لم يكن خافياً على أحد ولنأخذ مثالاً ما حصل في أحداث الانتفاضة الكردية بداية آذار عام 2004 والتي حصلت نتيجة عقود من التراكمات ، من الظلم والاقصاء والتمييز بحق الشعب الكردي في سوريا من قبل نظام البعث وأفكاره الشوفينية القومجية والتي مورست على شكل سياسات إقصائية وتمييزية طالت الوجود التاريخي للشعب الكردي في سوريا ، ومكونات ومقومات وجودها التاريخي على أرض سوريا ، وما أعقبته من أحداث دامية ومواجهات بالرصاص الحي للمتظاهرين الاكراد واستشهد على إثرها العديد من المواطنين الاكراد ، وقتها كان من المرجح أن تتطور الأحداث وما كانت ستعقبها المزيد من إزهاق ارواح الأبرياء الكرد ، ومن دمار للمدن والقصبات الكردية ، لولا السياسة الواقعية التي مارسها الحركة الكردية بشكل خاص إضافة لنبذ المجتمع الكردي في سوريا لمفهوم العنف والعنف المضاد وفكرة اللجوء إلى السلاح والذي لو حصلت لكنا راينا الويلات والمجازر من تحت يد هذا النظام الذي لا يؤمن بألف باء حقوق الانسان والبعيد كل البعد عن الانسانية وإحترام الشرائع والمواثيق الدولية وما حدث في كردستان العراق على يد البعث من مجازر وويلات إلا ويؤكد ما نقوله، هذه السياسة السلمية الواقعية التي انتهجها الحركة الكردية لم تكن وليدة عصرها وإنما نابعة من صميم ثقافة المجتمع الكردي في سوريا والتي كانت من صلبها ولادة الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا عام 1957 والتي اتبعت منذ نشأتها ، سياسة سلمية في الدفاع عن الحق والوجود الكردي في سوريا . وفي خضمِ هذه الأحداث وقتها أدرك المجتمع الكردي أن لا صديق واحد له وقف إلى جانبه وسانده ، من الأطياف السورية المعارضة للنظام وقتها في مواجهتهم وإنتفاضتهم ضد النظام وحتى عن قول كلمة حق ينصف المشكلة والواقع الكردي سوا عن اقلام بعض الكتاب والليبراليين السوريين المنصفين القلائل ، في وقت كان الكثيرين من بقية قوى المعارضة يؤمنون وقتها ويصدقون أقاويل وكذب النظام أن الاكراد وبمساعدة جهات خارجية يسعون إلى تقسيم سوريا جغرافياً وإلحاقها بكردستان العراق ، لذلك منهم من وقف إلى جانب النظام ومنهم من إلتزم الصمت وخرسوا حتى عن قول كلمة حق ينصفنا وينصف قضيتنا ..؟ هذا وبالتزامن مع أن المجتمع السوري وبقيادة البعث والطغمة الحاكمة ، كان يشهد تقسيماً طائفياً وفكرياً وعقائدياً وكان كل الدلائل تشير شيئاً فشيئاً إلى تفكيك المجتمع السوري بين السنة والشيعة بشكل خاص وبين مختلف المكونات الاخرى في الفسيفساء السورية والتي كان من المأمول منها أن تكون عنصر وعامل غنى للمجتمع السوري بكل مكوناته وليس تفكيكاً لها ، فالحالة السنّيّة – الشيعيّة، والكراهية المسلمة للمسيحيّين، والعربية للكردية وعداء «الإخوان» لسواهم وعداء هذا السوى لهم ، اصبحت السمة البارزة للمجتمع السوري ، ذلك ما لاحظناه في دعوات تشييع المجتمع السوري وبتشجيع النظام وما قابله المجتمع السني من دعوات التدين ورص الصفوف بمواجهة موجة التشيع في سوريا فانتقلت التيارات السنية في سوريا من التدين المدني الدمشقي والتي تدعوا الوقوف إلى جانب النظام والسلطة الحكيمة ، إلى التشدد والسلفية بصبغة ريفية وبدوية وعشائرية تتركز في الريف وضواحي المدن بين الطبقات المجتمعية الفقيرة والتي كانت تشكل أرضية خصبة لتقبل مثل هكذا أفكار طبعاً وبدعمٍ من النظام لتهديد أمريكا ومنعها من التدخل في سوريا إبان معركة إسقاط صدام حسين، وبذلك حظي التشدد الديني والعنف والكراهية الذي نماها وربّتهما العقود الفائتة في عهد نظام البعث وإكتسب نصيباً من الحرّيّة يفوق ما نالته السياسة ، وتحرّر أيضاً العنف والكراهية وإستقر في النفوس، ولدينا منهما الكثير المكبوت في السنين الماضية ، بحيث ابتلعا كلّ سياسة وافكار مدنية واقعية ، وما كان يدعوا إلى الحل السلمي والواقعي لتغيير النظام ، وأطروحات الحل السياسي لمشكلة طغيان وتجبر النظام وتمسكه العنيد بالسلطة . إضافة أن الحراك السياسي في سوريا لم يكن في أحسن حال قبل الثورة فكما نوهنا أن قمع النظام للمعارضة بكل مكوناتها ، التي أخذت تنشط بعد فسحة الحرية التي تغاضى عنه النظام بفترة ما يسمى بربيع دمشق والتي تجلى بنشاط مدني مجتمعي سياسي في مجتمع شره ، وجائع للحرية المدنية والسياسية وما اعقبه من فتح منتديات وندوات وحوارات ولقاءات كمنتدى الاتاسي ومنتديات لقاء الحوار الوطني والاحتكاك بين العرب والأكراد وغيرها من القوى والشخصيات أدت إلى الاعلان عن وثيقة إعلان دمشق عام 2005 وذلك بين شخصيات بارزة في المجتمع المدني والاسلاميين والليبراليين السوريين وتضمنت على بنود عريضة لعملية التغيير الديمقراطي في سوريا وكيفية إنهاء النظام الأمني الشمولي الذي سيطر على مقدرات الشعب السوري منذ أكثر من أربعين عاماً إثر الإنقلاب العسكري عام 1963 والإنقلاب على نفسه بعد تصفيات واسعة قام بها المقبور حافظ الاسد عام 1970 ، وقتها عرفوا هؤلاء الموقعين على الإعلان وأدركوا تمام الإدراك أن تركيبة هذا النظام ومقوماته والظروف الإقليمية المحيطة به وسلوكه ، أن لا سبيل لتغيير هذا النظام بالأساليب العنفية والمواجهة العسكرية ، لأنه سيكون الوطن والمواطن السوري هو الخاسر الكبير ، لأن إزاحة قرصان وديكتاتور السفينة السورية كان سيتسبب في غرق السفينة بمن فيها ، وأكدوا في الوثيقة على التدرج السلمي لتغيير النظام في سوريا وقتها كسلوك ثوري واقعي . لكن وبعد ذلك وبعد أن ظهر رموز المعارضة على السطح وبعد أن حصل التقارب بين الأكراد والمعارضين والمثقفين العرب وبعد تنكر بشار لوعوده الاصلاحية أخذ يحصد رموز المعارضة واحداً تلو الآخر بعد أن ظهروا في الساحة ويزج بهم في السجون إثر محاكمات ،صورية ، شكلية ، مبنية على تهم ملفقة وكاذبة ، وطالت الناشطين المدنيين وكل مكونات إعلان دمشق العرب والأكراد على حد سواء ، هذا الأمر أدى إلى إبتعاد الشعب السوري عن السياسة وعن إعلان دمشق تحديداً ، لينصرفوا إلى أمور أخرى معيشية وحياتية ودينية ، حيث كانت دور العبادة في سوريا ممتلئة أيام خطبة الجمعة وكان الناس يصطفون حتى في الشوراع المقابلة للجوامع ، وهذا ما لم يحسب له النظام حساب أو أنه غض الطرف عنهم حتى يبعد الشعب السوري عن السياسة والسياسيين ، ولكن هذا الأمر كان أشد خطورة من رحمة وعقلانية السياسيين وما ستشهده سوريا في ثورتها .

  •  

 

 
 

 
  

 

 

 
 



 
  

Ji Bo Têkelî  Bi Malpera Mera :

 
 
 
 
 

Jindires youtube Deng u rengê çayê kurmênc   2006-2017

موقع جندريس كوم  جميع الحقوق محفوظة 2017