كنت في الرابعة من العمر حين توفي أبي، لم أتذكره بشيئ منه في
خيالي للأسف! كان ذلك قبل تسعون عاماً و ربما أكثر بقليل. حضر
إلى القرية (شيه) معلم يدعى (بكري الزين) لا أتذكر من أين كان و
لكنه كان يلبس زبيون (وهو كجلباب النساء أملس مخطط و من الحرير)،
أنذاك كان يعلم أصدقائي الصغار الذين نحن من سن متقارب و لكن لسوء
حظي لم أكن معهم، إنما كنت أتسمع إليه خلسة وهو يعلم الأطفال بشوق
و كرامة، بأدب و محبة، برتابة و كل وقار و هدوء.. تقريباً كنت
أحفظ غالب الأناشيد التي كان ينشده للتلاميذ، حتى أن بعض من
التلاميذ كانوا يطلبون مني أن أذكرهم بها. (الكلام لأبي جزوير
حمكوجر، لقد كتبت منه عدة أناشيد و إليكم شيء منها) - و
بالمناسبة يرويها لي دون أن يعرف معانيها، فأبي لا يجيد سوى اللغة
الكردية - الطابة لي طابة جميلة قد إشترى لي أبي
حمراء ما أجملا يا فرحي يا طربي فها أنا لي طابة صفراء
كالليمونة هدية ثمينة من أمي الحنونة لي طابة طيارة ألهو بها
في الحارة خضراء ما أحسنا ثنيت مثل الفارة. ..... الهر
وجه الهر مثل النمر وله جلد حسن الشعر فإذا لاقى فأر يجري
و هنا يبدو طبع الهر.