لا شك بأن الكثير من الناس ﻻ يهتمون بالفن
التشكيلي وﻻ يمتلكون الثقافة حولها . و
أعلم القليل سوف يقرؤون المقال ﻵنها
بعيدة الى حد ما عن إهتمام الشباب الحالي
، لكن ﻻبأس سوف اختصر في التعريف و بعض
مدارسها و أساليبها .
هناك الكثير من التعريفات بالنسبة للفن
التشكيلي كمصطلح ، أما أنا أعرفها
كالتالي : الفن التشكيلي هو مزج الواقع
بالخيال عبر العمل الملموس و الفنان يشكل
و يستوحي عناصر الموضوع من الطبيعة و
البيئة المحيطة به التي يتأثر بها فيجمع
عناصرها و يعيد تشكيلها في أعمالهم الفنية
ليخاطب العين و الملمس و يبهر الناظر في
علم الجمال بتشكيﻻته الغير مألوفة ....
هكذا عرفت الفن التشكيلي كمختص، ولكن
هناك الكثير اختلفوا في تعريفهم الفلسفي
و الواقعي في الفن و علم الجمال ..
أما بالنسبة لمدارس الفن التشكيلي و
أساليبها التي كثرت في العالم بشكل عام
وما نسمع من مصطلحات لعل الكثير ﻻ يعرف
تشعباتها الجمى ،
كثيرا ما نسمع عن كل فنان يتبع مدرسة
معينة في الفن أي يتبع طريقة فنية معينة .
فمثلاً إذا رسم صورة من الخيال و بعيد عن
الواقع نقول انه يتبع المدرية السريالية
و كل من اهتم بتفاصيل اللوحة بتقنية
عالية نعلم إن الفنان يتبع المدرسة
الواقعية وهكذا ندرك بأن كل تشكيلي يتبع
مدرسة و طريقة لتقديم ابداعه للناظر و كل
مدرسة لها مستمتعيها و جمهورها الخاص ﻻن
الفن فيعا تعدد اﻻزواق تماما كالطعام ..
إذا الفن التشكيلي هو كل شيئ يأخذ من
الواقع و حياتنا اليومية ويتم صياغتها
بطريقة جديدة و إخراجها لتشكل تشكيلا
جديدا ومن هنا جاءت اسمها . . أهم المدارس المتبعة في الفن
التشكيلي : المدرسة التجريدية :
هي حديثة نوعا ما فقام الفنان رولشكر
بإتباع هذا اﻻسلوب و ابتكارها رغم فشلها
في البداية و لكن سرعان ما انتشرت بعد
وفاة رولشكو لتصبح مدرسة و قبلة لكثير من
الفنانين ، اسلوبها و فلسفتها تقوم على
اختزال الشكل و تشكيل الفكرة باﻷلوان مع
عدم توضيح الخطوط . وممكن أن تكون الفكرة
مبنية على الرمزية وهي كل من اﻻلوان
المجردة من شكلها الواقعي .... المدرسة التعبيرية :
نشأت المدرسة التعبيرية في وسط أوربا و
تحديدا في ألمانيا في بدايات القرن التاسع
عشر وفكرتها مبنية على عدم التقيد بأشكال
و الإنطباع المرئي بل تعتمد على تشكيلات
كتل لونية لتخاطب الروح قبل النظر وما ان
نظرت الى اللوحة ينتابك شعور غريب في
الحزن و القلق و اللا مألوف .
المدرسة الرمزية : هي مبنية على تمييز
الأشياء من خﻻل اللون لترمز الوضعية
للحالة المرسومة وأيضا تعتمد على اخراج
القصة الخيالية وربطها في الواقع حسب رؤية
الفنان . وأكثر فنان اشتهر به هو جيمس
وسلر و شافان . المدرسة
الواقعية :
لعلها أكثر مدرسة شهرتا في جميع اﻷزمان .
تعتمد على نقل كل ما تراه أعيننا من
الواقع و تحويلها الى لوحة جميلة و عالية
التقنية لتظهر مهارة الفنان و يبهر الناظر
حتى أصبح البعض من اتباع المدرسة
الواقعية يتحدون تقنية الكاميرا في هذا
الزمن و يعتمد التدريجات اللونية على عمق
اللوحة و تدخل احاسيس الفنان و يزيدها
جماﻻ . . وﻻ شك أن هذه الطريقة فيها
جمالية عند الكثير من الناس ليخاطب
احساسهم عبر النظر . أما ادواتها ممكن ان
تكون رسم الطبيعة أو وجه انسان أو شوارع و
أزقة و أشكال كثيرة . المدرسة
الكﻻسيكية :
هي تقليد الفن الكﻻسيلي القديم بإسلوب
مبتكر و أكثر مرونة في الكتل اللونية و
ابعادها المتداخلة و تعتمد على التقليد
لكن بإخراج أجمل سواء كانت كتل نحتية أو
رسم لوني . من رواد المدرسة الكﻻسيكية هم
ليوناردو دافنشي . مايكل أنجلوا . نيكوﻻس
بوسان . رامبرانت و غيرهم الكثير من فناني
عصر النهضة و ما بعد .
المدرسة السريالية :
هي ربط الواقع بالخيال و تحويلها الى عمل
فني مميز و فيها فانتازيا اﻷفكار الغير
واقعية . أو تحويل أفكار خيالية مبالغ
فيها الى أشكال مشوهة بعيدة عن الذهن
البشري و غالباً تكون مصدومة للناظر ..
انبثقت المدرسة السريالية بفضل الشاعر
اندرية بريتون على أفكار الفيلسوف فرويد
بين العقل و الخيال و بين الوعي و اللا
وعي . ومن روادها الفنان التشكيلي
سلفادور دالي و خوان ميرو وغي
رهم . .
هناك مدارس كثيرة اخرى ظهرت في عصرنا هذه
منها المدرسة الوحشية وتكون فيها مبالغة
في استعمال اللون دون التقيد باللون
اﻻساسي و التركيز على جوهر الفكرة أو
الشكل .. و المدرسة التكعيبية تعتمد على
أشكالها الهندسية و تداخل اﻷلوان وتشكيل
كتل بارزة و اخرى ثانوية .. و هناك
المدرسة المستقبلية ولا أعلم شيئا عنها
سوى انها تعتمد على مقاومة الفن الماضي .
أما المدرسة الدادائية وتعتمد على تداخل
الكتل الخارجية على اللوحة و تشكيل كتل
بارزة ممكن ان تكون قطعة قماش أو جريدة
قديمة أو نفور اللوحة بمادة السليكون .
....
أيضاً هناك مدارس عديدة و متطورة و
ابتكارات كثيرة و لكنا في مازالت في مرحلة
التجربة وﻻ ندري مدي بقائها و تقبلها في
اﻵزمان المقبلة سواء كانت في الرسم أو
النحت ..