أكراد تركيا بين نخوة
الإسﻻم و حياء القومية .
شيرزاد عفريني . مفهوم الأمة تنطبق على
روابط كثيرة ، أولها القومية و أخرها الجغرافيا
مرورا بالعقيدة الدينية . .
هل الرابط الديني سيجعلنا نحن الكرد ننضم الى
اﻻمة اﻻسﻻمية ؟ كما هو في بعض الدول اﻻفريقية .
أم أن الرابط الديني ولى عليها الزمن و بدأت عصر
النهضة القومية . ؟
ﻻشك بأن كل الشعوب تعتز بثقافته بكل أشكالها ولكن
هناك من يربطه العقيدة الدينيه أكثر من القومية أو
الجغرافيا المشتركة وهذه العقدة موجودة منذ زمن
بعيد و اﻷن لها وجود ملحوظ لدى الكرد بشكل عام .
ليس فقط عند المسلمين بل هذه العقدة موجودة لدى
اليزيديين وخاصتا القاطنين في جمهوريات اﻻتحاد
السوفيتي سابقا ( أرمينيا . جورجيا . طاجيكستان .
أذربيجان) فاليزيدي هناك يعتقد انه ينتمي الى قوم
يزيد وﻻ يعترفون بكرديتهم بل الرابط الديني يطغى
على اللغة أو القومية وهذا مرجح الى الاضطهاد التي
عانوا منها على مر العصور من اﻷديان اﻹخرى و صهرهم
في بوتقة اﻹسﻻم و المسيحية ..
أما عند أكراد تركيا فالشعور القومي ﻻ يحركهم و
يزيد من نخوة حرارتهم كما الشعور الديني ،
فعقيدتهم الدنيوية تأتي في الدرجة اﻻولى وهذا ما
يجعلهم ينتخبون للأحزاب السياسية اﻻسلامية في
تركيا وﻻ يهم إن كان قائدهم تركي اﻻصل أم كردي
الاهم من هذا و ذاك رفع راية الله ،
طبعاً اﻻمر ﻻ يطبق على الكل بل اﻷكثرية الساحقة .
ولعل تظاهرهم ﻷجل الرئيس محمد مرسي رئيس جمهورية
مصر اﻻسبق المخلوع دليل على ان شعورهم الديني يطغى
على كل شيئ . و لعل المفارقة اﻷكثر اثارة و سخرية
كان الكرد في سورية يقتل بيد اﻹسﻻمين ( المتطرفون)
، في نفس الزمن ولم يحركهم الشعور القومي أنذاك إﻻ
من فئة قليلة من مثقفي شمال كردستان .
و إذا عدنا الى التاريخ نجد بأن الكرد وقعوا في
هذه المطبة منذ أيام صﻻح الدين اﻻيوبي الى شيخ
محمود الحفيد مرورا بثورة مير محمد كور . . للأسف
نحن الكرد لحد هذه اللحظة ايماننا بالقضية القومية
ضعيف وﻻ زلنا أسرى العقائد ناهيك عن المذاهب . و
أكراد الفيليين خير دليل على ذلك ..
نحن الكرد لم نجند الدين ﻷجل رفع الشأن القومي و
تكريد الشعوب بإسم الدين كما فعلوا العرب و الفرس
و الترك . الكل استفاد من الدين كوسيلة لبقاء قومه
أما نحن الكرد ضحايا العقيدة و هي سبب تشتت الكرد
.
هذه المعضلة ستبقى و تدوم إن لم نعمل على وعي قومي
و فصل العبادة عن الحياة السياسية . والمطلوب من
النخبة المثقفة التﻻحم و التواصل بين اﻻوساط
البسيطة و العمل على تحقيق الأهداف التي لطالما
طمحنا الوصول إليها ، ليس من الضروري التهجم على
أي عقيدة أو السلخ منها بل على النخبة السياسية و
المثقفة إيجاد آلية في التوعية القومية والثقافية
لنيل حقهم و الدفاع عنها بوعي و اﻹيمان بحقوقهم
الثقافية .
ونﻻحظ بأن هذه الإشكالية موجودة لدى أكراد العراق
لكن بنسبة غير كبيرة .
أما الكرد في سورية برأيي هم أكثر وعيا رغم
التشرذم التي نعيشها وهواية تأليف اﻻحزاب صبح و
مساء ، وعقدة القيادة المرضية حتى أصبح البعض
منهم يوصف بالديناصور ، ﻻ يهم اﻷهم التمسك
بالثوابت القومية و عدم اﻹفراط بحقوقهم المشروعة
للشعب الكردي في سوريا . على حساب الدين أو
العقيدة .