|
|
|
|
|
Fexrî Abdo 17-7-2017
في ذكرى إعدام شيخ سعيدي بيران
بعد انهيار الدولة العثمانية و قيام
الجمهورية التركية أواخر 1923 بعد تحقيق أتاتورك لشروط كيرزن
(نسبةً للسفير الإنكليزي) و استبدال معاهدة لوزان بمعاهدة سيفر,
تشكلت عدّة جمعيات كرديةٍ سرية في أنحاء الجمهورية الوليدة و
خصوصاً في مدنها الكبرى كإستانبول ضد سياسات التتريك. من بين تلك
الجمعيات كانت جمعية آزادي التي قامت السلطات باعتقال رمزيها خالد
جبران و يوسف زويا و أعدمتهما رمياً بالرصاص في مدينة بدليس خريف
1924. هنا كان نجم شيخ سعيدي بيران يسطع بقوةٍ في أنحاء
كردستان. فمن ناحيةٍ كان الشيخ سعيد سليل أسرةٍ دينية حمل فيها
جدّه علي راية النقشبندية عالياً, لتنقل منه إلى الشيخ سعيد نفسه
مروراً بوالده. كان شيخاً مجدداً, يرفض الخرافات و كرامات الشيوخ.
فهو لم يقبل أن تقبل يداه أو يتم الانحناء له, فتكاثر عليه
المريدون أتراكاً و كرداً ليبلغوا قرابة عشرة آلاف مريد. إلى جانب
ذلك كان الشيخ يترأس عشيرته الكبيرة. عدا ذلك كان رجلاً ثرياً حيث
كان يزوّد مدينة حلب بكاملها بما تحتاجها من أغنام. هذا كله جعله
ذائع الصيت. بعد اعتقال قادة جمعية آزادي, عقدت الجمعية مؤتمراً
لها في مدينة حلب في تشرين الثاني 1924 بحضور أكرادٍ من تركيا و
سوريا (حضره أكرادٌ من عفرين و الجزيرة و دمشق) و العراق, و حضره
نيابةً عن الشيخ سعيد ابنه علي رضا قادماً من ديار بكر. قام
المشاركون باختيار الشيخ سعيد رئيساً جديداً للجمعية و أعلنوا
بالغالبية القيام بانتفاضةٍ شاملة ضد سياسات التتريك للزود عن
الحقوق الكردية و مطالبين بإعادة إحياة الخلافة التي أسقطتها
الجمهورية. (كانت الحركة المنظمة الوحيدة على امتداد الشرق التي
طالبت بإحياء الخلافة بعد سقوطها) بعد انكسار الثورة, اتهمت
السلطات التركية الشيخ سعيد بقبوله المساعدة من الإنجليز و
الفرنسيين, لتبيّن الأحداث و الوثائق لاحقاً بأن الإنكليز وقفوا
إلى صفّ مصطفى كمال الذي كان يقاتل الشيخ سعيد بمدافع الإنكليز,
كما تبيّن أن الأتراك كانوا قد طالبوا الفرنسيين الذين كانوا
يحتلّون سوريا يومها أن يسمحوا يومياً بمرور 4 قاطرات على خط الشرق
السريع الذي يمرّ بحلب, لنقل الجنود الأتراك مع عتادهم إلى مناطق
القتال, الأمر الذي استجابت له فرنسا رغم عداوتها المعلنة لتركيا
وقتها. في مثل هذا اليوم وقبل اثنين و تسعين عاماً أصدرت
السلطات التركية حكمها بالإعدام على الشيخ سعيد و نفذته في ديار
بكر مخفيّةً جثة الشيخ سعيد, دون أن تحدد مكان ضريحه لغاية اليوم.
|
|
|
|
|
|
|