علمت أن الراهب هيبا ترك
اﻹسكندرية محتجا على قتل هيباتيا الجميلة من قبل اتباع الكنيسة
متهما إياها بالهرطقة ، لم اكن انوي مرافقته وهو يسلك طريق
البحر الى اورشليم ليبحث عن اصول الدين وليتمرن في الطبابة
اكثر وخاصة عندما علمت انه سيسلك صحراء سيناء وحده ولمدة شهران
او ربما اكثر. في اورشليم سمعته يتحدث الى رجل يسمى نسطور
وإذ به يقول إنه من ( جرمانيقا ) مرعش اليوم في ريف حلب
الشمالي ، نسطور هو احد اكثر الشخصيات جدلا في التاريخ المسيحي
الذي استلم كرسي البطريركية في قسطنطين عام 428 م واتهم فيما
بعد بالهرطقة وتم نفيه الى المدن الخمسة في الشمال الافريقي ..
عندما سمعت أن الراهب نسطور يقدم نصيحته للراهب هيبا بالتوجه
الى الدير سمعان واصفا له بانه منطقة هادئة وعليه الاستقرار
هناك وعندما علمت ان الراهب هيبا سيرافق احد القوافل التجارية
وهم من حلب الى تلك البقعة الجميلة حيث انتمي انا ، هنا تشوقت
اكثر بمرافقته اكثر واصبحت الرواية اكثر تشويقا لي وكيف لا
وانا في غربتي حيث اقرأ رواية تاريخية كتبها هيبا على الرقوق
الثلاثين ودفنها هناك وتم الكشف عنها في عام 1998 في قلعة
سمعان للتترجم من السريانية الى العربية حتى رتبها لاحقا
الكاتب يوسف زيدان على شكل رواية من الممتع قراءتها وهنا اشكر
سيدة موقرة نصحتني بقراءتها... في ذات صباح وانا على الشرفة
الشمالية من الدير وإذ بقافلة قوامها خمسون جملا ومثله من
البغال وبضعة خراف والتجار من الاكراد الشرقيين وهم في طريقهم
الى انطاكيا حيث انعرجو الى الدير بعد أن آلم المرض بصاحب
القافلة ليعالجه الراهب هيبا فيما بعد بطريقة جد فكاهية لايقل
فكاهيته عما حدث مع الراهب هيبا عندما اتجه الى انطاكيا عبر
الطريق الروماني الحجري القديم ذات يوما على حماره مرورا بقرية
سرمدا الذي يحمل ذات الاسم نفسه الا أن ساكنيها كانوا يحدثون
السريانية يومها وليست العربية وكيف حدثه ذاك الطفل الشقي من
سرمدا بطريقة وقحة وفذ جدا ... رواية احببتها جدا وتمنيت ان
اعود الى قلعة سمعان واتمعن بحجارتها من جديد بعد ان تم وصفها
من قبل الراهب المصري الذي امضى حياته هناك .. ولكن يوما ما
سااعود والتقي بهيبا هناك في صومعته القريبة من المدخل الرئيسي
للدير ..