ستون قدماً بين شجرةٍ واخرى كانت
كفيلٌة بأن لايُحرق تلك الغصن الذي فضله أبي عن الاخرى في موسم
تقليم الزيتون . عن كرم السوس الأحمر أتحدث ، مرصوفة كانت
الأشجار على نسق منذ مايقارب القرن ، صوت المنشار ذات الماركة
بيجو وهي تشذبُ الشجرةَ بعناية فائقة التفضيل على غصن الأمل .
كنتُ والساطور في جمع وقود الشتاءِ ، والباقي من نهايات
الأفرعِ كان يُحرق في منتصف الأشجار الأربعة بعد مواسم سخي من
الزيت . كان سعير النار المشتعلِ يُلسع احياناً جبهات الشجر
ليداعب تلك الاغصان ويراقصه من شدةِ الآلم ِ ، لم أكن اعلم
أنّٓ آثار ذاك اللهبِ سيفضح أمري في اليوم التالي عندما تظهر
لون البرونزاج على جدائل الشّجرِ وخدوده من شدة الحرقِ .
وأنَّ الجمر الأحمر في ساعة الغداء كان يغريكَ أن تُحمص َ
الخبز ليلسع أصابع يداك نكاية ًعما أقترفته بذاك الغصن المعطاء
طوال تلك السنين ..